vendredi 17 juin 2011

انقطاع

إليك: ما هكذا يكون المزاح.. محرقا كالملح

لو اشتقتً للافتراق

أو اشتقتً لقمر أزرق

وأضجرتني مدن الاحتراق

أتوسّل.. أن تعلّمني الخيانة

فمن سواء.. يلهب أسطول الكلمات

وفي ميناء الليل.. يمزّق أشرعة المراكب

من سواك حبيبي... يعتريني كالشجن

كم عاشقا ولّى

كم عاشقا أبحر.. كنوارس الليل الأبدي

تاركا الحقيقة.. وحيدة

وحدك.. يا عمري

يا قمري المتسلل بين السطور الوارفة

كلّما انتابني صداع الوفاء

وجدتك.. طوفا محبة

وكلّما وددتك قربي

يا غيابي ويا وجع السكينة

ألملم بقايا حنث

وأغرقه في المدى

فكلّ الأطياف يسحقها لهيب المدائن

إلا طيفك.. يا وجه المدينة.

جيهان معتوق

5 أكتوبر 1998

قبيلة من النساء - لذكرى نزار قباني

"قبيلة من النساء"

أهدي شوقي وخيباتي العابرة إلى... الراحل الباقي - نزار قباني

أيها الشوق

أيها الغرب

اذكر دوما أن بين المنافي

وجد منذ الأزل بحر حزين

يخصّب المخيلة

ويعزف وتر الجرح

يسكن سفوح الجبال

ويطأ "قبيلة من النساء"

يلبس عباءة الخيبات العابرة

ويغني...

للعيون الخضر.. للقدس... لقبيلة من النساء

أيها الشوق

اذكر دوما.. اللهب المتطاير من أفئدة الدراوييش، ومن ربابة زرياب

واذكر سنوات الحنطة وقصب السكر

.. سنوات الغياب

والطفولة المركونة

والبرق وأوكار الطيور

هاجرت الطيور وعفرت الأوكار

وغاب الصديــــق.

أيها الغرب

اذكر دوما.. أننا "قبيلة من النساء"

طاهرات.. راهبات

ليس بيننا مونيكا واحدة

ولا يتخطى عبيرنا أسوار الواحات

قبيلة من النساء-الملائكة

لم نعرف العهر يوما ولا أرصفة الطرقات

ولا المصارف.. ولا الموانئ

ولا ذبنا يوما في زحام الشراشف

ولا ذقنا يوما طعم الاحتراق

نحن قبيلة من النساء-الملائكة

لا نميّز بين الطربوش العثماني

وبين قبعة الكاوبوي

لأننا ببساطة لا نعرف إلا طعم العمامة

عمامة شيوخ الأزهر الشريف

ولم نجرّب يوما أقراص الصداع

ولا رائحة الحنين

نحن قبيلة من النساء-الموتى

لا نفرق بين أبواب العرّافات

وبين مقهى الانترنات

لا نفرق بين صناديق الاقتراع

وبين أضرحة الأولياء والسيدات

لا نفرق بين سرير عاجيّ

وبين معاهدة الخزي في كف السادات

ايها الغرب

هذا العصر عصركم

فدعونا نترحم على الفتوحات

ونغمض أعيننا

وندخل شرنقة اليراعات.

جيهان معتوق

25 سبتمبر 1998